غدامس (ليبيا) (رويترز)- تشهد مدينة غدامس القديمة في ليبيا تزايدا في أعداد السياح الذين يزورون المنطقة سنويا.
ويطلق على المدينة اسم "لؤلؤة الصحراء" وتقع على بعد نحو 549 كيلومترا حنوب غربي العاصمة الليبية طرابلس بالقرب من الحدود مع الجزائر وتونس. ويعيش في غدامس زهاء سبعة آلاف من الطوارق.
وتعيش كل واحدة من عشائر الطوارق السبع التي تسكن المدينة في منطقة خاصة بها تحتوي على ساحة عامة للاحتفالات. وضمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) البلدة القديمة في غدامس إلى قائمة مواقع التراث العالمي.
وورد اسم غدامس في سجلات تعود للعصر الروماني الأمر الذي يشير إلى أن القوات الرومانية عاشت بعض الوقت في المدينة. وتحولت المدينة في عصور لاحقة إلى مركز تجاري يربط بين شمال أفريقيا وجنوبها وراء الوديان الصحراء.
وقال الطاهر الجراري مدير مركز المحفوظات والوثائق التاريخية "أهمية غدامس كنقطة للتحول والانطلاق تجاه أفريقيا وتجاه الشمال. أيضا لأن التجارة كانت تتراوح ما بين استلام من الشمال واستلام من الجنوب وتبادل في ليبيا كنقطة تبادل تجاري وغدامس. وكان دور غدامس مهما وأساسيا في إتمام عمليات تجارية ما بين الشمال والجنوب."
وتولت السلطات الليبية في الآونة الأخيرة تجديد المدينة وإعادة بناء أجزاء منها من أجل الحفاظ على أحيائها وصيانتها. وافتتحت في غدامس فنادق صغيرة ومطاعم لخدمة السياح.
كما يقام في المدينة الآن مهرجان سياحي سنوي يستمر ثلاثة أيام في أكتوبر تشرين الأول يتزامن مع فترة الحصاد. ويتزايد تدفق السياح على المدينة مع استمرار انفتاح ليبيا على العالم.
وقالت سائحة أمريكية أثناء زيارة لغدامس "اعتقد أن غدامس مدينة جذابة وسيرغب أناس كثيرون في القدوم إلى هنا إذا عرفوا المزيد عنها. إنها رائعة."
ومن بين المعالم التي تجذب السياح في غدامس المتحف الثقافي و"البيت التقليدي" المزين بإسراف والمسجد الكبير والساحة الرئيسية التي كانت في الماضي تضم سوقا للعبيد.
وينبوع عين الفرس الذي كان مورد المياه الرئيسي في غدامس أصبح الآن منطقة استحمام.
وقالت سائحة سويدية في البلدة القديمة في غدامس "البيئة مناسبة جدا لظروف المعيشة حيث تحصل على البرودة من الجدار ومن الطرقات المظللة. إنها مسألة عملية للغاية يبدو أنهم فكروا حقا في كيفية إدارة الأمور بطريقة جيدة."
ولا تزال المنازل المبنية من الطين تساهم في تلطيف قيظ الصحراء حتى أن سكان الأحياء الجديدة في غدامس يعودون إلى الأحياء القديمة خلال فصل الصيف.