دماء على الأسفلت تكشف: 123 رقم يجهله كثيرون

دماء على الأسفلت تكشف: 123 رقم يجهله كثيرون
موظفو "خدمة الدليل" لا يعرفون الخط الساخن

حادث على كوبري 6 أكتوبر عصر الثلاثاء 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 راح ضحيته مواطن مصري استمرت دماؤه تنزف نحو نصف ساعة حتى فارق الحياة، ليكشف هذا الحادث عن قصور كبير في علاقة مرفق الإسعاف بالمواطنين، وأن كثيرا من الناس لا يعرفون رقم الخط الساخن لهيئة إسعاف مصر، هذا المرفق الحيوي الذي من المفترض أن سرعة الاتصال به وسرعة استجابته أساس هذه الخدمة الطبية العاجلة.

العودة إلي أعلي
لا تحويل للإسعاف
المهندسة غادة عرفة – شاهد عيان على الحادث وتعمل في فرع إحدى الشركات العالمية بالقاهرة – قالت إنها شاهدت الحادث وكان الضحية ينتفض على الأرض فتوقفت بسيارتها وحاولت إنقاذه عن طريق الاتصال بالإسعاف من تليفونها المحمول، ولأنها لا تعلم الرقم اتصلت بخدمة الدليل (140) فأجابتها الموظفة الموجودة حينها بأن عليها الاتصال بكود القاهرة أولا (02) ثم رقم الإسعاف (123)، وعندما طلبت المهندسة من موظفة الدليل أن تحولها مباشرة بالإسعاف، كانت الإجابة بأن هذه الخدمة غير متاحة - رغم أنها معمول بها في حال الرغبة بالتحويل إلى أي من المحال أو المطاعم أو الشركات أو .... –

وأضافت غادة أنها قامت وآخرون بالاتصال بالرقم (02123) لأكثر من مرة لكن المكالمة لم تتم والخط لم يجمع، فاتصلت بصديقة لها وطلبت منها الاتصال بالإسعاف من تليفون أرضي، وبالفعل اتصلت الصديقة بالرقم (123) مباشرة وأبلغت الإسعاف، الذي حضر رجاله بعد أن سلمت روح الضحية إلى بارئها.

كما أشارت إلى أنها حاولت الاتصال من تليفونها المحمول بالأرقام الأرضية للإسعاف والتي حصلت عليها من خدمة الدليل أيضا وبدأت بإسعاف العباسية – لأنها الأقرب لموقع الحادث – على الرقم (0224845421) لكن أحدا لم يرد على المكالمة، فحاولت مرات أخرى مع رقمين أرضيين آخرين (0225770406 – 0223961222) دون جدوى فلم يرد أحد على "جرس" التليفون.

أيضا محمود عبده أكد أن الموظفة بخدمة دليل التليفون ذكرت له أن الاتصال بالإسعاف من التليفون المحمول لابد أن يسبقه (02).

الشاهدة أبلغت موقع أخبار مصر - www.egynews.net – بالواقعة، وسط دهشة متسائلة "كيف لا تجيب هيئة إسعاف مصر على التليفون المحمول؟ ولماذا لم يقم الدليل بالتحويل مباشرة إلى الإسعاف؟ ولماذا تركتها الموظفة الأولى بخدمة الدليل حتى انقطع الاتصال فاضطرت لإجراء المكالمة مرة ثانية لمعرفة الخط الساخن للإسعاف؟"

العودة إلي أعلي
عاجلة وغير واصلة
الموقع اتصل بدوره بخدمة الدليل (140)، وبالفعل أكد محمد إبراهيم وأحمد صقر الموظفان بهذه الخدمة أن التحويل لمرفق الإسعاف كان متاحا لفترة ثم ألغي هذا النظام من نحو شهرين أو 3 أشهر، وقالا إنهما لا يعرفان سبب الإلغاء وأن هذه أمور إدارية لا دخل لهما بها.

من جانبه، قال الدكتور محمد سلطان رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة بوزارة الصحة إن هيئة إسعاف مصر تجيب على المكالمات كافة سواء كانت من التليفون الأرضي أو من المحمول، مشيرا إلى تلقي الهيئة نحو 90 ألف مكالمة يوميا منهم حوالي 85 ألف مكالمة تجرى من المحمول.

وأضاف أن خدمة الإسعاف دائمة على مدى 24 ساعة، وأن رقم الخط الساخن هو (123) سواء من التليفون الأرضي أو المحمول دون الحاجة إلى كود، وأن هذا الرقم موزع على خطوط كثيرة متاحة، وأن عددا كبيرا من الموظفين المختصين يعملون على مدار اليوم للرد على المكالمات التليفونية واستقبال البلاغات والتعامل معها بشكل فوري بإبلاغ أقرب نقطة إسعاف من مكان الحادث حيث لديهم دليل واضح بنقاط الإسعاف على مستوى الجمهورية.

وبالتحقق تبين أن الجهل برقم الإسعاف لم يقتصر فقط على عدد ليس بالقليل من المواطنين وإنما طال أيضا موظفي خدمة الدليل، حيث اتضح أن الاتصال من المحمول بهيئة الإسعاف لا يسبقه الاتصال بكود المدينة (02) كما قالت موظفة الدليل للمهندسة التي حاولت إنقاذ الضحية.

الأمر الذي يعكس أيضا نقص المعرفة والمعلومات عن مثل هذه المرافق الخدمية العاجلة كالإسعاف والنجدة والمطافئ حتى يتسنى لأي مواطن من أي مكان في أي وقت ومن أي وسيلة اتصال أرضي أو خلوي الاتصال والإبلاغ بسرعة وعلى هذه الخدمات أيضا الاستجابة بأقصى سرعة ممكنة!