الطلمبات الحبشية مدانة والمسئولية مشتركة

الطلمبات الحبشية مدانة والمسئولية مشتركة
أزمة المواسير سبب اللجوء إليها

"الطلمبة الحبشية" المتهم الأول في أحداث "البرادعة" والأضرار كافة التي لحقت بالمواطنين – أبرزها إصابة البعض بالتيفود - جراء مياه الشرب الملوثة التي صدرت عن استخدام هذه الطلمبات، فما مدى انتشار هذا النوع من الطلمبات في أقاليم مصر؟ ولماذا لجأ إليها الفلاحون؟ وما البديل عنها؟

متخصصون في مجالات المياه والزراعة والري قالوا لموقع أخبار مصر www.egynews.net إن الطلمبة الحبشية منتشرة في قرى مصر وداخل المنازل منذ فترة طويلة رغم خطورتها على الصحة العامة للمواطنين.

رئيس شعبة الأراضي والمياه بمركز بحوث الصحراء الدكتور سعد الدين الدمرداش قال إن خطورة الطلمبات الحبشية تكمن في مقدار عمق الطلمبة، والتي تستخرج المياه من المخزون الجوفي السطحي.

وأضاف أن غالبية الفلاحين يدقون هذه الطلمبات داخل منازلهم بصورة قريبة جدا من الصرف الصحي لديهم، ما قد يؤدي إلى امتزاج المياه المستخرجة بالطلمبة مع مياه الصرف، بالإضافة إلى اختلاطها بمياه الصرف الزراعي بما فيها من مبيدات، الأمر الذي يتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض.

وأشار الدمرداش إلى سحب الطلمبة الحبشية لمياه تتضمن العناصر الثقيلة الموجودة في الأرض (مثل الرصاص والكادميام والبناديام) وهي عناصر سامة، إذا زاد تركيزها - حسب نوعية التربة - تتراكم داخل جسم الإنسان فتؤدي إلي الإصابة بأمراض السرطان والكبد والقلب والفشل الكلوي وعدد من الأمراض المنتشرة في القرى.

وأوضح أن الطلمبة الحبشية هي صناعة محلية وسميت بالحبشية نسبة إلى من قام بتصنيعها وكان لقبه "الحبشي". وهي طلمبة سطحية تستخدم في قرى الدلتا ووادي النيل، عمقها يتراوح مابين 6 إلى 10 أمتار على الأكثر، ويصل قطرها إلى 2 بوصة. وقديما كان يطلق عليها "الكنكة" للتشابه مع فتحتها.

أما عن الطلمبة الهندية - والتي يطالب البعض باستخدامها بدلا من الحبشية - قال د. سعد الدمرداش إنها هندية الصنع، مشيرا إلى تشابه الظروف بين الهند ومصر.

وأضاف أنها نوعان الأول سطحي ولا يختلف عن الحبشية في شيء ولا يقل عنها خطورة، والآخر عميق وبالتالي أفضل وأقل ضررا فكلما سحبت المياه من خزان جوفي عميق صعب وصول الميكروبات إليها، موضحا أن هناك خزانات مياه يصل عمقها إلى مئات الأمتار.

العودة إلي أعلي
أزمة المواسير
المهندس الزراعي محمد كمال أبو العلا أرجع انتشار الطلمبات الحبشية في معظم المنازل الريفية بقرى ونجوع مصر إلى الضغط السكاني ووجود أزمة في المواسير، مع رخص أسعار هذه الطلمبات وعدم وجود بديل آخر، ما دفع الفلاحون إلى اللجوء إليها.

وأضاف أن غالبية القرى تعتمد على الخزانات الأرضية، ونظرا لأن الأرض طينية فإن مياه الصرف الصحي تتسرب إلى المياه الجوفية مما أدى إلى تلوثها.

العودة إلي أعلي
المحليات شرعتها

مسئول بالشركة القابضة لمياه الشرب – طلب عدم ذكر اسمه – قال "إننا نحارب الطلمبات الحبشية، وطالبنا المواطنين بعدم استخدامها لأضرارها الجسيمة على الصحة العامة".

وأضاف أن هذه الطلمبات كانت مصدر دخل للمحليات، التي كانت تحصل اشتراكا نقديا من أصحابها ما أضفى عليها نوعا من الشرعية، ولكن بعد بيان أضرارها وحدوث مشكلة "البرادعة" بدأت المحليات في التخلص من الطلمبات الحبشية، مشيرا إلى صعوبة حصر واكتشاف الطلمبات الموجودة داخل المساكن.