عبر مسؤولون اسرائيليون عن قلقهم من قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس عدم الترشح في الانتخابات القادمة، باعتباره سيكون عائقا أمام عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي دانيايالون في تصريحات لراديو اسرائيل "نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، لكن من الواضح أن اسرائيل والولايات المتحدة راغبتان في قيادة فلسطينية مسؤولة وبراجماتية".
كما أصدر وزير الدفاع الاسرائيلي بيانا عقب اعلان عباس، عبر فيه عن أمله ألا يؤدي قرار الرئيس الفلسطيني إلى تدمير "جهود اطلاق المفاوضات والتوصل لاتفاق سلام".
وذكرت صحيفة (هاآرتس) الاسرائيلية أن الرئيس شيمون بيريز اتصل بعباس، قبل يوم من الاعلان عن قراره، في محاولة لاقناعه بالعدول عنه.
ونقلت الصحيفة عن بيريز قوله لعباس "إذا تنحيت سيفقد الفلسطينيون فرصتهم في الحصول على دولة مستقلة".
وأضاف بيريز خلال المكالمة "سيتدهور الوضع في المنطقة، ابق من أجل مصلحة الفلسطينيين"، حسبما نقلت الصحيفة.
وعلى صعيد ردود الافعال الفلسطينية، اعتبر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن "الاشارة إلى الاستقالة أو عدم الترشح ليس فيها أحراج للاطراف الاقليمية والدولية، فلا مشاعر لهم حتى يحرجوا".
وأضاف مشعل، في كلمة ألقاها في مخيم اليرموك بدمشق في الذكرى الثانية والعشرين لتأسيس حركة الجهاد الاسلامي، "إن الشجاعة توجب علينا، نحن قيادات الشعب الفلسطيني، أن نصارح شعبنا بحقيقة التسوية".
ودعا في كلمته إلى "الاعلان عن تجميد مشروع التسوية الراهن وتعليقه لفترة من الزمن وتحميل اسرائيل والإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية مسؤولية ذلك".
من جانبه، اعتبر رمضان شلح الامين العام لحركة الجهاد الإسلامي اعلان عباس "لا يشكل مخرجا، وإن كان لما قاله دلالات كثيرة أهمها اعتراف صريح بأن التسوية وصلت إلى طريق مسدود ولن توصل إلى دولة فلسطينية".
ودعا شلح عباس إلى أن "يلقي بمشروع التسوية في وجه أمريكا واسرائيل"، مضيفا أن "سبيل النجاح لقضيتنا هو الاعتراف الواضح بفشل خيار التسوية".
وأضاف شلح أن "الانتخابات ليست حلا يمكن أن يخرج الحالة الفلسطينية من مأزقها الراهن، بل ستكرس الانقسام".
وكان عباس اعلن الاربعاء أنه لن يترشح في انتخابات الرئاسة بسبب وصول مفاوضات السلام إلى طريق مسدود، لكنه سيبقى رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي هذا الاطار، اتهم عباس الولايات المتحدة بالتراجع عن سياستها السابقة بشأن الشرق الاوسط ورفضها اقناع اسرائيل بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
لكن وسائل اعلام عربية واسرائيلية أشارت إلى أن إعلان عباس يمكن أن يكون مناورة تكتيكية وأنه ربما يغير رأيه.
ويقول مجدي عبد الهادي محلل بي بي سي للشؤون العربية إن الهدف الحقيقي من إعلان عباس هو بعث رسالة غاضبة إلى حلفائه في واشنطن.
وحتى لو لم يتراجع عباس عن قراره، فمن الممكن أن يبقى في منصبه لبعض الوقت إذا تأجلت الانتخابات، التي دعا لاقامتها في 24 يناير/ كانون الثاني المقبل، بسبب تهديدات حماس بمنع الاقتراع في قطاع غزة الذي تسيطر عليه.
يذكر أن عباس خلف الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات في رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية عام 2004، ثم صار رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية بعد ذلك بعام واحد.
ويواجه عباس معارضة قوية من قبل حركة حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية في غزة في يناير/ كانون الثاني 2006، وهي القوة التي تسيطر على قطاع غزة الآن.
ومن المفترض حسب الدستور الفلسطيني أن ينتهى أجل المجلس التشريعي، الذي تحظى حركة حماس فيه بالغالبية، في يناير القادم، بينما انتهت فترة عباس الرئاسية في وقت سابق من العام الحالي.